القصيدة الكاملة للشاعر تميم البرغوثي البردة



البردة 
 
 

 
 
 
1  - ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا    ***    وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا
 
2-   إني لأعرِفُهُم مِنْ قَبْلِ رؤيتهم    ***     والماءُ يَعرِفُهُ الظَامِي وَمَا وَرَدَا
 
3- وَسُنَّةُ اللهِ في الأحبَابِ أَنَّ لَهُم   ***      وَجْهَاً يَزِيدُ وُضُوحَاً كُلَّمَا اْبْتَعَدَا
 
4- كَأَنَّهُمْ وَعَدُونِي فِي الهَوَى صِلَةً    ***    وَالحُرُّ حَتِّى إذا ما لم يَعِدْ وَعَدَا
 
5 - وَقَدْ رَضِيتُ بِهِمْ لَوْ يَسْفِكُونَ دَمِي  ***    لكن أَعُوذُ بِهِمْ أَنْ يَسْفِكُوهُ سُدَى
 
6 - يَفْنَى الفَتَى في حَبِيبٍ لَو دَنَا وَنَأَى ***    فَكَيْفَ إنْ كَانَ يَنْأَى قَبْلَ أن يَفِدَا
 
7- بل بُعْدُهُ قُرْبُهُ لا فَرْقَ بَيْنَهُمَا  ***     أزْدَادُ شَوْقاً إليهِ غَابَ أَوْ شَهِدَا
 
8-   أَمَاتَ نفسي وَأَحْيَاها لِيَقْتُلَها    ***  مِنْ بَعدِ إِحيَائِها لَهْوَاً بِها وَدَدَا )1)
 
9-  وَأَنْفَدَ الصَّبْرَ مِنِّي ثُمَّ جَدَّدَهُ   ***     يَا لَيْتَهُ لَمْ يُجَدِّدْ مِنْهُ مَا نَفِدَا
 
10 - تعلق المَرْءِ بالآمَالِ تَكْذِبُهُ     ***  بَيْعٌ يَزِيدُ رَوَاجَاً كُلَّمَا كَسَدَا
 
11-  جَدِيلَةٌ هِيَ مِن يَأْسٍ وَمِنْ أَمَلٍ    ***   خَصْمانِ مَا اْعْتَنَقَا إلا لِيَجْتَلِدَا
 
12- يَا لائِمي هَلْ أَطَاعَ الصَّبُّ لائِمَهُ  ***   قَبْلِي فَأَقْبَلَ مِنْكَ اللَّوْمَ واللَّدَدَا ( 2)
 
13 - قُلْ للقُدَامَى  عُيُونُ الظَّبْيِ تَأْسِرُهُمْ   ***  مَا زالَ يَفْعَلُ فِينا الظَّبْيُ ما عَهِدَا
 
14- لَمْ يَصْرَعِ الظَّبْيُ مِنْ حُسْنٍ بِهِ أَسَدَاً ****  بَلْ جَاءَهُ حُسْنُهُ مِنْ صَرْعِهِ الأَسَدَا
 
15- وَرُبَّمَا أَسَدٍ تَبْدُو وَدَاعَتُهُ ***  إذا رَأَى في الغَزَالِ العِزَّ والصَّيَدَا
 
16- لَولا الهَوَى لَمْ نَكُنْ نُهدِي ابْتِسَامَتَنَا ***   لِكُلِّ من أَوْرَثُونا الهَمَّ والكَمَدَا
 
17- وَلا صَبَرْنَا عَلَى الدُّنْيَا وَأَسْهُمُها  ***  قَبْلَ الثِّيابِ تَشُقُّ القَلْبَ والكَبِدَا
 
18- ضَاقَتْ بِمَا وَسِعَتْ دُنْياكَ وَاْمْتَنَعَتْ ***  عَنْ عَبْدِهَا وَسَعَتْ نَحوَ الذي زَهِدَا
 
19- يا نَفْسُ كُونِي مِنَ الدُّنْيَا عَلَى حَذَرٍ  *** فَقَدْ يَهُونُ عَلَى الكَذَّابِ أَنْ يَعِدَا
 
20- وَلْتُقْدِمِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِلِي *** فَالخَوْفُ أَعْظَمُ مِنْ أَسْبَابِهِ نَكَدَا
 
21- لْتَفْرَحِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِدِي  *** فِإنَّهَا لا تُسَاوِي المَرْءَ أَنْ يَجِدَا (3)
 
22- وَلْتَعْلَمِي أَنَّهُ لا بَأْسَ لَوْ عَثَرَتْ   *** خُطَى الأكارمِ حَتَّى يَعرِفُوا السَّدَدَا ( 4)
 
23-  ولا تَكُونِي عَنِ الظُلام راضِيَةً ***  وَإنْ هُمُو مَلَكُوا الأَيْفَاعَ وَالوَهَدا (5)
 
24-  وَلْتَحْمِلِي قُمْقُمَاً في كُلِّ مَمْلَكَةٍ  ***  تُبَشِّرِينَ بِهِ إِنْ مَارِدٌ مَرَدَا
 
25-  وَلْتَذْكُرِي نَسَبَاً في الله يَجْمَعُنَا ***  بِسَادَةٍ مَلأُوا الدُّنْيَا عَلَيْكِ نَدَى
 
26-  فِدَاً لَهُمْ كُلُّ سُلْطَانٍ وَسَلْطَنَةٍ ***  وَنَحْنُ لَوْ قَبِلُونَا أَنْ نَكُونَ فِدَا
 
27-   عَلَى النَّبِيِّ وَآلِ البَيْتِ والشُّهَدَا  ***  مَوْلايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا
 
****
 
28-  إِنِّي لأَرْجُو بِمَدْحِي أَنْ أَنَالَ غَدَاً  *** مِنْهُ الشَّجَاعَةَ يَوْمَ الخَوْفِ وَالمَدَدَا
 
29-  أَرْجُو الشَّجَاعَةَ مِنْ قَبْلِ الشَّفَاعَةِ إِذْ ***   بِهَذِهِ اليَوْمَ أَرْجُو نَيْلَ تِلْكَ غَدَا
 
30-  وَلَسْتُ أَمْدَحُهُ مَدْحَ المُلُوكِ فَقَدْ  *** رَاحَ المُلُوكُ إِذَا قِيسُوا بِهِ بَدَدَا
 
31- وَلَنْ أَقُولَ قَوِيٌّ أَوْ سَخِيُّ يَدٍ  ***  مَنْ يَمْدَحِ البَحْرَ لا يَذْكُرْ لَهُ الزَّبَدَا
 
32- وَلا الخَوَارِقُ عِنْدِي مَا يُمَيِّزُهُ  *** فَالله أَهْدَاهُ مِنْهَا مَا قَضَى وَهَدَى
 
33-  لكنْ بِمَا بَانَ فِي عَيْنَيْهِ مِنْ تَعَبٍ ***  أَرَادَ إِخْفَاءَهُ عَنْ قَوْمِهِ فَبَدَا
 
34-  وَمَا بِكَفِّيْهِ يَوْمَ الحَرِّ مِنْ عَرَقٍ ***  وَفِي خُطَاهُ إذا مَا مَالَ فَاْسْتَنَدَا
 
35-  بِمَا تَحَيَّرَ فِي أَمْرَيْنِ أُمَّتُهُ   *** وَقْفٌ عَلَى أَيِّ أَمْرٍ مِنْهُمَا اْعْتَمَدَا
 
36-  بِمَا تَحَمَّلَ فِي دُنْياهُ مِنْ وَجَعٍ ***  وَجُهْدِ كَفِّيْهِ فَلْيَحْمِدْهُ مَنْ حَمِدَا
 
37-  بَمَا أَتَى بَيْتَهُ فِي الليْلِ مُرْتَعِدَاً  *** وَلَمْ يَكُنْ مِنْ عَظِيمِ الخَطْبِ مُرْتَعِدَا
 
38-  وَقَدْ تَدَثَّرَ لا يَدْرِي رَأَى مَلَكَاً ***  مِنَ السَّمَاءِ دَنَا أَمْ طَرْفُهُ شَرَدَا
 
39-  بِمَا رَأَى مِنْ عَذَابِ المُؤْمِنِينَ بِهِ ***  إِنْ قِيلَ سُبُّوهُ نَادَوْا وَاحِدَاً أَحَدَا
 
40-  يَكَادُ يَسْمَعُ صَوْتَ العَظْمِ مُنْكَسِرَاً   *** كَأَنَّهُ الغُصْنُ مِنْ أَطْرَافِهِ خُضِدَا (6)
 
41-  بِمَا رَأَى يَاسِرَاً وَالسَّوْطُ يَأْخُذُهُ ***  يَقُولُ أَنْتَ إِمَامِي كُلَّمَا جُلِدَا
 
42-  مِنْ أَجْلِهِ وُضِعَ الأَحْبَابُ فِي صَفَدٍ ***   وَهْوَ الذي جَاءَ يُلْقِي عَنْهُمُ الصَّفَدَا (7)
 
43-  لَمْ يُبْقِ فِي قَلْبِهِ صَبْرَاً وَلا جَلَدَاً  ***  تَلْقِينُهُ المُؤْمِنِينَ الصَّبْرَ وَالجَلَدَا
 
44-  بِمَا تَرَدَّدَ فِي ضِلْعَيْهِ مِنْ قَلَقٍ ***  عَلَى الصَّبِيِّ الذي فِي فَرْشِهِ رَقَدَا
 
45-  هَذَا عَلِيٌّ يَقُولُ اللهُ دعهُ وَقَدْ ***  بَاتَ العَدُوُّ لَهُ فِي بَابِهِ رَصَدَا
 
46-  بَدْرٌ وَضِيٌّ رَضِيٌّ مِنْ جَرَاءَتِهِ ***  لِنَوْمِهِ تَحْتَ أَسْيَافِ العِدَى خَلَدَا
 
47-  تِلْكَ التي اْمْتَحَنَ اللهُ الخَلِيلَ بِهَا  *** هَذَا اْبْنُهُ وَسُيُوفُ المُشْرِكِينَ مُدَى (8)
 
48-  بِخَوْفِهِ عن قَليلٍ حِينَ أَبْصَرَهُ ***  فَتَىً يَذُوقُ الرَّدَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رَدَى
 
49-  يُدِيرُ فِي بَدْرٍ الكُبْرَى الحُسَامَ عَلَى  ***  بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى مُزِّقُوا قِدَدَا
 
50-  وَعِنْدَهُ تْرْبة جبريلُ قَالَ لَهُ  ***  بَأَنْ أَوْلادَهُ فِيهَا غَدَاً شُهَدَا
 
51-  بِمَا بَكَى يَوْمَ إِبْرَاهِيمَ مُقْتَصِدَاً  *** وَلَمْ يَكُنْ حُزْنُهُ وَاللهِ مُقْتَصِدَا
 
52-  يُخْفِي عَنِ النَّاسِ دَمْعَاً لَيْسَ يُرْسِلُهُ  *** والدَّمْعُ بَادٍ سَوَاءٌ سَالَ أَوْ جَمَدَا
 
53-  بِمَا اْنْتَحَى لأبي بَكْرٍ يُطَمْئِنُهُ ***  وَحَوْلَ غَارِهِمَا حَتَّى الرِّمَالُ عِدَى
 
54-  يَقُولُ يَا صَاحِ لا تَحْزَنْ وَدُونَهُمَا ***   عَلا لأَنْفَاسِ خَيْلِ المُشْرِكِينَ صَدَى
 
55-  بِمَا تَفَرَّسَ مُخْتَارَاً صَحَابَتَهُ  ***  وَهْوَ الوَكِيلُ عَلَى مَا اْخْتَارَ وَاْنْتَقَدَا
 
56-  يَدْرِي بَأَنْ قُرَيْشَاً لَنْ تُسَامِحَهُ ***   وَأَنْ سَتَطْلُبُ مِنْ أَحْفَادِهِ القَوَدَا (9)
 
57-  يَدْرِي وَيَحْلُمُ عَنْهُمْ حِينَ يَغْلِبُهُمْ  ***  وَلا يُعَيِّرُهُمْ بَدْرَاً وَلا أُحُدَا
 
58-  بِمَا تَحَمَّلَ مِنْهُمْ يَوْمَ قَالَ لَهُمْ  *** بِأَنَّهُ للسَّمَاواتِ العُلَى صَعَدَا
 
59-  لَوْ كَانَ يَكْذِبُهُمْ مَا كَانَ أَخْبَرَهُمْ ***   أَفْضَى بِمَا كَانَ وَلْيَجْحَدْهُ مَنْ جَحَدَا
 
60-  ظُلْمُ العَشِيرَةِ أَضْنَاهُ وَغَرَّبَهُ   *** عِشْرِينَ عَامَاً فَلَمَّا عَادَ مَا حَقَدَا
 
61-  بِمَا تَذَكَّرَ يَوْمَ الفَتْحِ آَمِنَةً   ***  لَمْحَاً فَشَدَّ عَلَى تَحْنَانِهِ الزَّرَدَا (10)
 
62-  بِخَلْجَةِ الخَدِّ لَمْ يَعْلَمْ بِهَا أَحَدٌ   ***  في سَاعَةِ الفَتْحِ مَرَّتْ عِنْدَمَا سَجَدَا (11)
 
63-  بِمَا خَشِيتَ عَلَيْنَا يَاْ بْنَ آمِنَةٍ  *** والأُمُّ تَخْشَى وَإِنْ لَمْ تَتْرُكِ الوَلَدَا
 
64-  وَلَو بُعِثْتَ غَدَاً أَصْبَحْتَ تَحْفَظُنَا  *** بِالاسْمِ وَالوَجْهِ أَوْ أَحْصَيْتَنَا عَدَدَا
 
****
 
65-  لنا نَبِيٌّ بَنَى بَيْتَاً لِكُلِّ فَتَى ***  مِنَّا وَكُلَّ رَضِيعٍ لَفَّهُ بِرِدَا
 
66-  وَكُلَّ عُرْسٍ أَتَاهُ للعَرُوسِ أَبَاً  *** يُلْقِي التَّحِيَّةَ للأَضْيافِ وَالوُسُدَا
 
67-  وَكُلَّ حَرْبٍ أَتَاها للوَرَى أَنَسَاً  ***  وَاْسْتَعْرَضَ الجُنْدَ قَبْلَ الصَّفِّ وَالعُدَدَا
 
68-  مُمَسِّحَاً جَبَهَاتِ الخَيْلِ إِنْ عَثَرَتْ  ***  حَتَّى تَرَى المُهْرَ مِنْهَا إنْ هَوَى نَهَدَا (12)
 
69-  مُذَكِّرَاً جَافِلاتِ الخَيْلِ مَا نَسِيَتْ  *** أَنْسَابَهَا كَحَلَ العَيْنَيْنِ وَالجَيَدَا (13)
 
70-  حَتَّى لَتَحْسَبُ أَنَّ المُهْرَ أَبْصَرَهُ  ***  أَو أَنَّ مَسَّاً أَصَابَ المُهْرَ فَانْجَرَدَا (14)
 
71-  شَيْخٌ بِيَثْرِبَ يَهْوَانَا وَلَمْ يَرَنَا  ***  هَذِي هَدَايَاهُ فِينَا لَمْ تَزَلْ جُدُدَا
 
72-  يُحِبُّنَا وَيُحَابِينَا وَيَرْحَمُنَا  ***  وَيَمْنَحُ الأَضْعَفِينَ المَنْصِبَ الحَتِدَا (15)
 
73-  هُوَ النَّبِيُّ الذي أَفْضَى لِكُلِّ فَتَىً ***  بِأَنَّ فِيهِ نَبِيَّاً إِنْ هُوَ اْجْتَهَدَا
 
74-  يَا مِثْلَهُ لاجِئاً يَا مِثْلَهُ تَعِبَاً *** كُنْ مِثْلَهُ فَارِسَاً كُنْ مِثْلَهُ نَجُدَا
 
75-  مِنْ نَقْضِهِ الظُلْمَ مَهمَا جَلّ صَاحِبُهُ  ***  إِنْقَضَّ إِيوانُ كِسْرَى عِنْدَما وُلِدَا
 
76-  وَرَدَّتِ الطَّيْرُ جَيْشَاً غَازِياً فَمَضَى *** وَقَدْ تَفَرَّقَ عَنْ طَاغِيهِ مَا حَشَدَا
 
77-  يا دَاعِياً لم تَزَلْ تَشْقَى المُلُوكُ بِهِ  ***  والعَبْدُ لَوْ زُرْتَهُ فِي حُلْمِهِ سَعِدَا
 
78-  أَنْكَرْتَ أَرْبَابَ قَوْمٍ مِنْ صِنَاعَتِهِمْ *** وَرُبَّمَا صَنَعَ الإنْسَانُ مَا عَبَدَا
 
79-  وَرُحْتَ تَكْفُرُ بِالأصْنَامِ مُهْتَدِياً  *** مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنْزِلَ اللهُ الكِتَابَ هُدَى
 
80-  كَرِهْتَهُ وَهْوَ دِينٌ لا بَدِيلَ لَهُ  ***  غَيْرَ التَّعَبُّد فِي الغِيرَانِ مُنْفَرِدَا
 
81-  وَيَعْذِلُونَكَ فِي رَبِّ تُحَاوِلُهُ  ***  إِنَّ الضَّلالَةَ تَدْعُو نَفْسَهَا رَشَدَا
 
82-  وَالكُفْرُ أَشْجَعُ مَا تَأْتِيهِ مِنْ عَمَلٍ ***  إِذَا رَأَيْتَ دِيَانَاتِ الوَرَى فَنَدَا
 
83- وَرُبَّ كُفْرٍ دَعَا قَوْمَاً إلى رَشَدٍ ***  وَرُبَّ إِيمَانِ قَوْمٍ للضَّلالِ حَدَا
 
84-  وَرُبَّمَا أُمَمٍ تَهْوَى أَبَا لَهَبٍ  *** لليَوْمِ مَا خَلَعَتْ مِنْ جِيدِهَا المَسَدَا
 
85-  مِنَ المُطِيعِينَ حُكَّامَاً لَهُمْ ظَلَمُوا ***   وَالطَّالِبِينَ مِنَ القَوْمِ اللئامِ جَدَا
 
****
 
86-  وكان جِبْرِيلُ مرآة رأَيْتَ بِها  *** في الليلِ نوراً  وفي المُسْتَضْعَفِ الأَيَدَا
 
87-  أَهْدَاك في الغَارِ بَغْدَادَاً وَقُرْطُبَةً ***  وكلَّ صَوْت كريم بالأَذَانِ شَدَا
 
88-  تَرَكْتَ غَارَ حِرَاءٍ أُمَّةً أَنِسَتْ ***  وَقَدْ أَتَيْتَ لَهُ مُسْتَوْحِشَاً وَحِدَا
 
89-  إنْ شَاءَ رَبُّكَ إِينَاسَ الوَحِيدِ أَتَى  ***  لَهُ بِكُلِّ البَرَايَا نِسْبَةً صَدَدَا (16)
 
90-  فَأَنْتَ تَنْمِيقَةُ الكُوفِيِّ صَفْحَتَهُ ***   قَدْ هَدَّأَ الليْلَ فِي أَوْرَاقِهِ فَهَدَا
 
91-  وَأَنْتَ تَرْنِيمَةُ الصُّوفِيِّ إِنْ خَشِنَتْ ***  أَيَّامُهُ عَلَّمَتْهَا الحُسْنَ وَالمَلَدَا (17)
 
92-  أَكْرِمْ بِضَيْفِ ثَقِيفٍ لَمْ تُنِلْهُ قِرَىً   ***   إِلا التَّهَكُّمَ لَمَّا زَارَ وَالحَسَدَا (18)
 
93-  ضَيْفَاً لَدَى الله  لاقى عند سدرته  ***   قِرىً فَضَاقَ بِمَا أَمْسَى لَدَيْهِ لَدَى
 
94-  أَفْدِي المُسَافِرَ مِنْ حُزْنٍ إلى فَرَحٍ   ***  مُحَيَّر الحَالِ لا أَغْفَى وَلا سَهِدَا
 
95- يَرَى المَمَالِكَ مِنْ أَعْلَى كَمَا خُلِقَتْ  ***   تَعْرِيجَ رَمْلٍ أَتَاهُ السَّيْلُ فَالْتَبَدَا (19)
 
96- والرُّسْلُ فِي المَسْجِدِ الأَقْصَى عَمَائِمُهُمْ   ***  بِيضٌ كَأَنَّ المَدَى مِنْ لُؤْلُؤٍ مُهِدَا (20)
 
97-  يُهَوِّنُونَ عَلَيْهِ وَاْبْتِسَامَتُهُمْ ***   نَدَى تَكَثَّفَ قَبْلَ الصُّبْحِ فَاْنْعَقَدَا
 
98-  والرِّيحُ تَنْعَسُ فِي كَفَّيْهِ آمِنَةً  ***  وَالنَّجْمُ مِنْ شوقه للقوم مَا هَجَدَا
 
99-  يَكَادُ يَحْفَظُ آثَارَ البُرَاقِ هَوَاءُ  ***   القُدْسِ حَتِّى يَرَى الرَّاؤُونَ أَيْنَ عَدَا (21)
 
100-   يَا مَنْ وَصَلْتَ إلى بَابِ الإلهِ لِكَي  ***   تَقُولَ للخَلْقِ هَذَا البَابُ مَا وُصِدَا
 
101-  مِنْ قَابِ قَوْسِينِ أَوْ أَدْنَى تَصِيحُ بِهِمْ  ***   لَمْ يَمْتَنِعْ رَبُّكُمْ عَنْكُمْ وَلا بَعُدَا
 
102-  فَتْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِينَ تَرْتُقُهُ  ***  بِإذْنِ رَبِّكَ حَتَّى عَادَ مُنْسَرِدَا
 
103-  اللهُ أَقْرَبُ جِيرَانِ الفَقِيرِ لَهُ   ***  يُعْطِي إِذَا الجَارُ أَكْدَى جَارَهُ وَكَدَى (22)
 
104-  اللهُ جَارُ الوَرَى مِنْ شَرِّ أَنْفُسِهِمْ   ***  فَاْمْدُدْ إِلَيْهِ يَدَاً يَمْدُدْ إِلَيْكَ يَدَا
 
105-  لَوْلاكَ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلا غَرَبَتْ  *** وَلا قَضَى اللهُ للأُفْقَيْنِ أَنْ يَقِدَا
 
106-  وَلا رَأَيْتَ مُلُوكَ الأَرْضِ خَائِفَةً *** إِذَا رَأَتْ جَمَلاً مِنْ أَرْضِنَا وَخَدَا
 
107-  أَفْدِي كِسَاءَكَ لَفَّ الأَرْضَ قَاطِبَةً  ***   قَمِيصَ يُوسُفَ دَاوَى جَفْنَها الرَّمِدَا
 
****
 
108- رُعْتَ الجَبَابِرَ مِنْ جِنٍّ وَمِنْ أَنَسٍ   ***  مَنْ يَسْفِكُ الدَّمَ أَوْ مَنْ يَنْفِثُ العُقَدَا
 
109-  يَرَاكَ صَحْبُكَ فِي الرَّمْضَاءِ مُدَّرِعَاً  ***  فَيَحْسَبُونَكَ لا تَسْتَشْعِرُ الصَّهَدَا
 
110-  أَكْرِمْ بِأَقْمَارِ تِمٍّ فِي الحَدِيدِ عَلَى   ***  خَيْلٍ حَوَتْ فِي الأَدِيمِ البَرْقَ وَالرَّعَدَا
 
111-  وَرَدَّتِ الصَّخْرَ مَنْقُوشَاً حَوَافِرُها ***  فَاْنْظُرْ إِلَى كُتُبٍ فِي الأَرْضِ كُنَّ كُدَى (23)
 
112-  كَأَنَّمَا الصَّخْرُ غَيْمٌ تَحْتَ أَرْجُلِهَا   ***   أَو صَارَتِ الخَيْلُ غَيْمَاً قَاسِيَاً صَلِدَا (24)
 
113-  لَو قَارَبَ المَوْتُ مِنْهُمْ فِي الوَغَى طَرَفَاً   ***    لَحَادَ مُعْتَذِراً أَنْ لَمْ يَكُنْ عَمِدَا
 
114- حَتَّى تَرَى المَوْتَ فِي أَيْدِيهِمُو فَزِعَاً ***    تَوَقَّفَتْ رُوحُهُ في الحَلْقِ فَازْدَرَدَا
 
115-  حَرْبٌ تُشِيبُ الفَتَى مِنْ هَوْلِهَا فِإذَا  *** مَا شَابَ رَدَّتْ سَوَادَ الشَّعْرِ وَالمَرَدَا (25)
 
116-  يَحِنُّ للحَرْبِ كَالأَوْطَانِ فَارِسُهُمْ   ***  قد خَالَطَ الشَّوْقُ في إِقْدَامِهِ الحَرَدَا (26)
 
117-  يَلْقَى السِّهامَ وَلا يَلْقَى لَهَا أَثَراً    *** تَظُنُّ أَصْوَاتَها فِي دِرْعِهِ البَرَدَا
 
118-  كَأَنَّما رُوحُهُ دَيْنٌ يُؤَرِّقُهُ ***   في الحَرْبِ مِنْ قَبْلِ تَذْكِيرٍ بِهِ نَقَدَا
 
119-  تُنَازِعُ السَّهْمَ فِيهِمْ نَفْسُهُ وَجَلاً   ***    وَالرُّمْحُ يِعْسِلُ حَتَّى يَسْتُرَ الرِّعَدَا (27)
 
120-  وَالسَّيفُ يُشْهَرُ لَكِنْ وَجْهُ صَاحِبِهِ ***  مُنَبِّئٌ أَنَّهُ ما زالَ مُنْغَمِدَا
 
121-  لو أَمْسَكُوا بِقَمِيصِ الرِّيحِ ما بَرِحَتْ  *** أو أَظْهَرُوا بَرَمَاً بالتَّل ما وَطَدَا
 
122-  وَهُمْ أَرَقُّ مِنَ الأَنْسَامِ لَوْ عَبَرُوا  ***  مَشْيَاً عَلَى المَاءِ لَمْ تُبْصِر بِهِ جَعَدَا
 
123-  وَلَو يَمَسُّونَ مَحْمُومَاً أَبَلَّ بِهِمْ  ***  والحُزْنُ جَمْرٌ إذا مَرُّوا بِهِ بَرَدَا
 
124- قَدْ خُلِّدُوا في جِنَانِي والجِنَانِ مَعَاً   ***  أَكْرِمْ بِهِمْ يَعْمُرُونَ الخُلْدَ والخَلَدَا
 
125- كَمْ يَشْبَهُونَ فِدائِيينَ أعْرِفَهُم  ***   لَمْ يَبْتَغُواْ عَنْ سَبيِلِ اللَّهِ مُلْتَحَدَا
 
126- وصِبْيةٍ مُذْ أَجَابُوا الحَرْبَ مَا سَأَلَتْ   *** صَارُوا المَشَايخَ والأقطابَ والعُمَدا
 
127- بِمِثْلِهِمْ يَضَعُ التِّيجَانَ لابِسُهَا ***   وَيَخْجَلُ اللَيْثُ أن يَسْتَكْثِرَ اللِّبَدَا
 
128-  وَكُنْتَ تُنْصَرُ في الهَيْجَا بِكَفِّ حَصَىً ***   إذا رَمَيْتَ بِهِ جَمْعَ العِدَى هَمَدَا
 
129-  لكنَّ رَبِّي أرادَ الحَرْبَ مُجْهِدَةً   ***  وَالنَّفْسُ تَطْهُرُ إنْ عَوَّدْتَهَا الجُهُدَا
 
130-  لو كانَ رَبِّي يُرِيحُ الأَنْبِياءَ لَمَا  ***   كَانُوا لِمُتْعَبَةِ الدُّنْيا أُسَىً وَقُدَى (28)
 
131-  لو كانَ رَبِّي يُرِيحُ الأَنْبِياءَ دَعَا ***   لِنَفْسِهِ خَلْقَهُ وَاْسْتَقْرَبَ الأَمَدَا
 
****
 
132- قَالُوا مُحَمَّدُ قُلْنَا الاسْمُ مُشْتَهِرٌ  ***  فَرُبَّما كانَ غَيْرُ المُصْطَفَى قُصِدَا
 
133- فَحِينَ نَادَى المُنادِي «يا مُحَمَّدُ»  ***  لم يَزِدْ عَلَيْهَا تَجَلَّى الاسمُ وَاتَّقَدَا
 
134- حَرْفُ النِّدَاءِ اْسْمُكَ الأَصْلِيُّ يَا سَنَدَاً  ***  للمُسْتَغِيثِينَ لَمْ يَخْذِلْهُمُو أَبَدَا
 
135-  وَالظَّنُّ أَنَّا لِتَكْرَارِ اْسْتِغَاثَتِنَا  ***   بِهِ تَكَرَّرَ فِينَا الاسْمُ وَاْطَّرَدَا
 
136-  أَنْتَ المُنَادَى عَلَى الإطْلاقِ والسَّنَدُ  ***  المَقْصُودُ مَهْمَا دَعَوْنَا غَيْرَهُ سَنَدَا
 
137- مَدَدْتَ مِنْ فَوْقِ أَهْلِ اللهِ خَيْمَتَهُ  ***  فِي كُلِّ قُطْرٍ عَقَدْتَ الحَبْلَ  وَالوَتَدَا
 
138- يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ يَا سَنَدِي  ***  أَقَمْتُ بِاسْمِكَ ليْ فيْ غُرْبَتِي بَلَدَا
 
139- رُوحِي إذا أَرِجَتْ رِيحُ الحِجَازِ رَجَتْ  ***  لَو أَنَّها دَرَجَتْ فِي الرِّيحِ طَيْرَ صَدَى (29)
 
140- يَجُوبُ أَوْدِيَةً بِالطَّيْرِ مُودِيَةً  ***  وَلا يَرَى دِيَةً مِمَّنْ عَدَا فَوَدَى (30)
 
141- لا يَلْقُطُ الحَبَّ إلا فِي مَنَازِلِكُمْ  ***   ولا يُقِيمُ سِوَى مِنْ شَوْقِهِ الأَوَدَا
 
142- يَكَادُ يَكْرَهُكُمْ مِنْ طُولِ غَيْبَتِكُم  ***   فِإنْ أَتَاكُمْ أَتَاكُمْ نَائِحَاً غَرِدَا
 
143- كَذَاكَ أُرْسِلُ رُوحي حِينَ أُرْسِلُها  ***   طَيْراً إليكم يَجُوبُ السَّهْلَ والسَّنَدَا (31)
 
144-  لَيْسَ الحَمَامُ بَرِيدَاً حِينَ يَبْلُغُكُمْ    ***   بل تِلكَ أَرْوَاحُنا تَهْوِي لَكُمْ بُرُدا (32)
 
145- مَنْ للغَرِيبِ إذا ضَاقَ الزَّمَانُ بِهِ    ***   وَطَارَدَتْهُ جُنُودُ الدَّهْرِ فَانْفَرَدَا
 
146-  والدَّهْرُ ذُو ضَرَبَاتٍ لَيْسَ يَسْأَمُها   ***   فَقَدْ عَجِبْتُ لِهَذَا الدِّينِ كَمْ صَمَدَا
 
****
 
147- مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَاكَ بُرْدَتَهُ ***   بِخَيْرِ مَا أَنْشَدَ المَوْلَى وَمَا نَشَدَا (33)
 
148- وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ جَاءَ مُتَّبِعَاً  ***  حَتَّى شَفَى غُلَّةً مِنْهَا وَبَلَّ صَدَى (34)
 
149- رَأَى الفِرَنْجَةَ تَغْزُو المُسْلِمِينَ كِلا   ***    الشَّيْخَيْنِ فَاسْتَنْجَدَا المُخْتَارَ وَاْرْتَفَدَا
 
150- رَأَى الخِلافَةَ في بَغْدَادَ أَوَّلُهُم   ***   تُمْحَى وَحَقْلَ كِرَامٍ بِيعَ فَاحْتُصِدَا
 
151- رَأَى المَذَابِحَ مِنْ أَرْضِ العِرَاقِ إلى   ***  الشَّامِ الشَّرِيفِ تُصِيبُ الجُنْدَ والقَعَدَا (35)
 
152- رَأَى العَوَاصِمَ تَهْوِي كالرَّذَاذِ عَلَى  ***    رَمْلٍ إَذَا طَلَبَتْهُ العَيْنُ مَا وُجِدَا
 
153- مُسْتَعْصِمَاً بِرَسُولِ اللهِ أَنْشَدَها    ***   يَرُدُّ مُسْتَعْصِمَاً بِاللهِ مُفْتَقَدَا
 
154- وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ رَاحَ يَشْهَدُ فِي   ***   أَمْرِ الخِلافَةِ جَوْرَاً فَتَّتَ العَضُدَا
 
155- مِنْ بَعْدِ شَامٍ وَبَغْدَادٍ وَقَاهِرَةٍ   ***   إِسْتَنْفَدَتَ في بَنِي عُثْمَانِهَا المُدَدَا
 
156- وَاْنْقَضَّتِ الرُّومُ والإفْرِنْجُ تَنْهَبُهَا  ***   فَفِي الفُرَاتِ لَهُمْ خَيْلٌ وَفِي بَرَدَى
 
157- وَقَسَّمُونا كَمَا شَاؤُوا فَلَو دَخَلُوا  ***   مَا بَيْنَ شِقَّي نَواةِ التَّمْرِ مَا اْتَّحَدَا
 
158- هِيَ الطُّلولُ وِإنْ أَسْمَيْتَهَا دُوَلاً   ***   هِيَ القُبُورُ وَإنْ أَثَّثْتَهَا مُهُدَا
 
159- هِيَ الخَرَابُ وَإِنْ رَفَّتْ بَيَارِقُها  ***  وَنَمَّقُوا دُونَهَا الأَعْتَابَ وَالسُّدَدَا
 
160- إِنَّ الزَّمَانَيْنِ رَغْمَ البُعْدِ بَيْنَهُمَا    ***   تَطَابَقَا فِي الرَّزَايَا لُحْمَةً وَسَدَى (36)
 
161- والجُرْحُ في زَمَنِي مَا كانَ مُنْدَمِلاً  ***   حَتَّى أَقُولَ اْسْتُجِدَّ الجُرْحُ أو فُصِدَا
 
162- مَالَ النَّخِيلُ عَلَى الزَّيْتُونِ مُسْتَمِعَاً   ***    لِيُكْمِلَ السَّرْدَ مِنْهُ كُلَّمَا سَرَدَا
 
163- يا سَيِّدِي يَا رَسُولَ الله يَا سَنَدِي   ***  هذا العِرَاقُ وهذا الشَّامُ قَدْ فُقِدَا
 
164- لَوْ كانَ ليْ كَتَدٌ حَمَّلْتُهُ ثِقَلِي  ***    لكن بِذَيْنِ فَقَدْتُ الظَّهْرَ والكَتَدَا (37)
 
165- يَا جَارَيِ الغَارِ أَعْلَى اللهُ قَدْرَكُما  ***  عَيِيِتُ بَعْدَكُما أَن أُحْصِيَ الرِّدَدَا
 
166- لَنَا مُلُوكٌ بِلا دِينٍ إذا عَبَرُوا   ***   فِي جَنَّةٍ أَصْبَحَتْ مِنْ شؤمهم جَرَدَا  (38)
 
167- أَنْيَابُهُمْ فِي ذَوِي الأَرْحَامِ نَاشِبَةٌ    ***  وَلِلأَعَادِي اْبْتِسَامٌ يُظْهِرُ الدَّرَدَا (39)
 
168- لا يَغْضَبُونَ وَلا يُحْمَى لَهُمْ حَرَمٌ ***   وَإِنْ تَكُنْ دُونَهُمْ أَسْيَافُهُمْ نَضَدَا (40)
 
169- وَيَسْتَلِذُّونَ تَعْذِيبَ الغُزَاةِ لَهُمْ    ***    إِنَّ المُحِبَّ يَرَى فِي ذُلِّه رَغَدَا
 
170- حُمَّى الزَّمانِ إذا ماتوا أَوِ اْرْتَحَلُوا   ***    تَنَفَّسَ الصُّبْحُ فِي عَلْيَائِهِ الصُّعَدَا
 
171-  وَلا يَمُوتُونَ مِثْلَ النَّاسِ يَتْرُكُهُمْ   ***    رَيْبُ الزَّمَانِ وَيُفْنِي قَبْلَهُمْ لُبَدَا (41)
 
172-  مَا للغَزَالِ تُخِيفُ الذِّئْبَ نَظْرَتُهُ   ***  وَللحَمَامِ يُخِيفُ الصَّقْرَ والصُّرَدَا (42)
 
****
 
173-  يَا جَابِرَ الكَسْرِ مِنَّا عِنْدَ عَثْرَتِنَا  ***   وَإِنْ رَأَيْتَ القَنَا مِنْ حَوْلِنَا قِصَدَا (43)
 
174- يَا مِثْلَنَا كُنْتَ مَطْرُودَاً وَمُغْتَرِبَاً   ***   يَا مِثْلَنَا كُنْتَ مَظْلُومَاً وَمُضْطَهَدَا
 
175- يَا مُرْجِعَ الصُّبْحِ كالمُهْرِ الحَرُونِ إلى  ***  مَكَانِهِ مِنْ زَمَانٍ لَيْلُهُ رَكَدَا (44)
 
176- وَيَا يَدَاً حَوْلَنَا دَارَتْ تُعَوِّذُنَا      ***  مِنْ بَطْنِ يَثْرِبَ حَتَّى الأَبْعَدِينَ مَدَى
 
177- أَدْرِكْ بَنِيكَ فَإِنَّا لا مُجِيرَ لَنَا   ***  إلا بِجَاهِكَ نَدْعُو القَادِرَ الصَّمَدَا
 
178- الليلُ مُعْتَلِجُ الأَمْوَاجِ مَنْ زَمَنٍ ***     لكنَّ مِجْمَرَ هَذَا الدِّينِ مَا خَمَدَا
 
179- وَلَمْ تَزَلْ أُمَّةٌ تَحْتَ السَّمَاءِ إَذَا    ***  دَعَتْ حَسِبْتَ الأَيَادِيْ تَحْتَهَا عَمَدَا
 
180-  تَعْشَوْشِبُ الأَرْضُ مِنْ عَيْنَيْكَ مُلْتَفِتَاً     ***   وَتَسْتَدِرُّ يَدَاكَ المَنْهَلَ الثَّمِدَا (45)
 
181-  وَتَجْعَلُ الطَّيْرَ جُنْدَاً ظَافِرِينَ عَلَى   ***  جَيْشٍ شَكَتْ أَرْضُهُ الأَثْقَالَ والعَتَدَا
 
182-  أَنْشَأْتَ أُمَّتَنَا مِنْ مُفْرَدٍ وَحِدٍ   ***   حَتَّى تَحَضَّرَ مِنْهَا عَالَمٌ وَبَدَا (46)
 
183-  وإنَّ مَوْؤُدَةً أَنْقَذْتَهَا وَلَدَتْ ***    وُلْدَانَ يَعْيَى بَها المُحْصِي وَإِنْ جَهِدَا
 
184-  صارُوا كَثِيرَاً كَمَا تَهْوَى فَبَاهِ بِهِمْ    ***      وَاْسْتَصْلِحِ الجَمْعَ وَاْطْرَحْ مِنْهُ مَا فَسَدَا
 
185-  أَقُولُ بَاهِ لأَنَّ الدَّهْرَ عَذَّبَهُمْ   ***   حَتَّى تَمَنَّى الفَتَى لَوْ أَنَّهُ وُئِدَا
 
186-  وَلَمْ يَزَلْ مُمْسِكَاً بِالدِّينِ جَمْرَتَهُ     ***  حَتَّى يَمُوتَ عَلَى مَا اْخْتَارَ وَاْعْتَقَدَا
 
187-  وَلَوْ يُقَالُ لَهُ سِرْ فَوْقَ جَمْرِ غَضَىً   ***    مَشَى عَلَيْهِ بَسِيمَ الوَجْهِ مُتَّئِدَا
 
188-  كَمْ مِنْ بِلالٍ عَلَى أَضْلاعِهِ حَجَرٌ    ***    قَدْ رَاحَ مِنْهُ عَلَى أَشْغَالِهِ وَغَدَا
 
189-  فَاْشْفَعْ لنَا يَوْمَ لا عُذْرٌ لمُعْتَذِرٍ   ***    وَلَيْسَ يُسْمَعُ مِنْ طُولِ النَّدَاءِ نِدَا
 
190-  وَاْغْفِرْ لِمَنْ أَنْشَدُوا هَذِي القَصِيدَةَ فِي   ***   مَا مَرَّ مِنْ أَزَمَاتِ الدَّهْرِ أَوْ وَرَدَا
 
191-  وللوَلِيَّيْنِ مِنْ قَبْلِي فَشِعْرُهُمَا    ***   أَبَانَ للشُّعَرَاءِ اللاحِبَ الجَدَدَا (47)
 
192-  تَتَبُّعَاً وَاْخْتِلافَاً صُغْتُ قَافِيَتِي    ***  «مَولايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا»
 
193-  وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاتِّبَاعِ سِوَى   ***    أَنِّي وَجَدْتُ مِنَ التَّحْنَانِ مَا وَجَدَا
 
194-  وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاْخْتِلافِ سِوَى  ***    أَنِّي أَرَدْتُ حَدِيثَاً يُثْبِتُ السَّنَدَا
 
195-  وَخَشْيَةً أَنْ يَذُوبَ النَّهْرُ فِي نَهَرٍ    ***   وَأَنْ يَجُورَ زَمَانٌ قَلَّمَا قَصَدَا
 
196-  وَرَاجِيَاً مِنْ إِلَهِي أَنْ يُتِيحَ لَنَا ***  يَوْمَاً عَلَى ظَفَرٍ أَنْ نُنْشِدَ البُرَدا
 
197-  وَصَلِّ يَا رَبِّ مَا غَنَّتْ مُطَوَّقَةٌ   ***  تُعَلِّمُ الغُصْنَ مِنْ إِطْرَابِهَا المَيَدَا
 
198-  عَلَى مُحَمَّدٍ الهَادِي مُحَمَّدِنَا   ***  نَبِيِّنَا شَيْخِنَا مَهْمَا الزَّمَانُ عَدَا (48)
 
199-  وَهَذِهِ بُرْدَةٌ أُخْرَى قَدِ اْخْتُتِمَتْ   ***    أَبْيَاتُها مِائتَانِ اْسْتُكْمِلَتْ عَدَدَا
 
 200-   يَارَبِّ وَاْجْعَلْ مِنَ الخَتْمِ البِدَايَةَ  *** وَاْنْــصُرْنَا وَهَيِّءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدَا
 
 

شاركه على جوجل بلس

عن Netflex account

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك